لا يمر شهر دون أن يطلق المهتمون بالشأن البيئي حول العالم تحذيرات ودراسات عن الأخطار التي تهدد كوكب الأرض و المصير الخطير الذي سيلحق بالبشرية في حال استمرار الدول الصناعية الكبرى بذات الوتيرة الحالية من التعدي على البيئة التي باتت مؤشرات تدهورها تسير بشكل مضطرد معلنة بحسب أحدث تقرير بيئي اخفضوا الحرارة أنها ستصل إلى نقطة اللاعودة.
ويوضح التقرير الذي جاء مع اقتراب الاحترار العالمي من مستوى الدرجتين المئويتين وأعده معهد بحوث الاثار والتحليلات المناخية ان الحاجة ستزداد الى التكيف مع تغير المناخ تزامنا مع زيادة سكان العالم إلى تسعة مليارات نسمة بحلول 2050 مشيراً إلى أن حرارة المناخ من المتوقع أن تزداد عن المتوسط العالمي السنوي للارتفاع لتصل إلى نحو أربع درجات بحلول عام 2100 حتى وإن اوفت البلدان الصناعية بتعهداتها الحالية بتخفيض الانبعاثات الغازية.
وفي نظرة على ما تناوله التقرير وجهود وزارة الدولة لشؤون البيئة في مواجهة الاخطار يرى مدير سلامة الغلاف الجوي في الوزارة المهندس ثائر الضيف ان سورية وبحكم موقعها الجغرافي ضمن المناطق الجافة وشبه الجافة ستكون واحدة من البلدان الأكثر عرضة للتأثيرات المحتملة لتغير المناخ اذ تدل المعطيات الأولية على اضطراب في نظام الهطول المطري وتذبذب في درجات الحرارة خلال العقود الخمسة الماضية حيث انخفض معدل هطول الأمطار في المناطق الزراعية الرئيسية بشكل ملحوظ.
ويلفت الضيف إلى أن التقرير يتوقع ان يحدث انزياح وتناقص في هطول الأمطار بشكل عام وارتفاع في درجات الحرارة بحلول العام 2100 في معظم المناطق وستكون لذلك اثار سلبية على القطاع الزراعي مبيناً أن ذلك سيؤثر في نمط استعمال الاراضي ويسرع من وتيرة تدهورها إضافة لتوقع غمر الأراضي الشاطئية المنخفضة من الساحل السوري بمياه البحر.
ويوضح الضيف ان التقرير قدم توقعات عن موجات الجفاف والحرارة وارتفاع مستويات المياه في البحار والفيضانات والمياه والمنظومات الايكولوجية وصحة الانسان في القرن الحادي والعشرين ومن اهمهما ان العالم سيعاني بعد ارتفاع الحرارة من موجات من الحر الشديد ولن تكون هذه الموجات موزعة بالتساوي على مناطق العالم ويرجح ان تشهد المناطق شبه المدارية في البحر المتوسط وشمال افريقيا والشرق الاوسط والاراضي المتصلة في الولايات المتحدة ارتفاعا شهريا في درجات الحرارة خلال الصيف بأكثر من ست درجات مئوية.
هذا الطقس الأشد حرارة سيؤدي بدوره إلى انخفاض انتاجية المحاصيل الزراعية في العام بحسب الضيف الذي يعتبر أن ذلك سيزيد من المخاوف بشأن مستقبل الأمن الغذائي.
ويحدد التقرير مجموعة من المخاطر الشديدة المرتبطة بالاثار السلبية على وفرة المياه ولاسيما في شمال وشرق افريقيا والشرق الأوسط وجنوب اسيا اضافة لإمكانية فقدان العالم للعديد من الموائل والأنواع بارتفاع الحرارة أربع درجات مئوية.
كما هناك شواهد على ان اعلى مستوى للانصهار خلال 225 عاما الماضية قد حدث خلال العقد الماضي وارتفع مستوى مياه البحار خلال العقدين الماضيين بوتيرة اسرع من ذي قبل والذي سببه انصهار الصفائح الجليدية في غرينلاند والقطب الجنوبي.
ويحذر التقرير من أن الشعاب المرجانية ستتأثر بشكل كبير خاصة أنها حساسة بشدة للتغيرات في درجة حرارة المياه ومستوى حموضتها خاصة انه وعند بلوغ مستوى الارتفاع في درجة الحرارة إلى 4ر1 درجة مئوية عام 2030 ربما يتوقف نمو هذه الشعاب ماسيؤدي إلى عواقب وخيمة على فئات السكان التي تعتمد عليها من اجل الغذاء والدخل والسياحة وحماية خط الساحل اضافة لارتفاع درجة الحموضة في المحيطات نتيجة زيادة تركيز ثاني أوكسيد الكربون.
وتعمل الحكومة من خلال وزارة الدولة لشؤون البيئة على قضايا التغير المناخي والتعامل مع اسبابه ونتائجه في اطار مبادئ الانصاف العالمي والمسؤولية المشتركة وتأتي المشاركة السورية في الجهود الدولية من خلال الاسهام في المفاوضات التي تتم في سياق الاتفاقية الاطارية للتغيرات المناخية إضافة للعمل على المستوى المحلي على اعداد وتنفيذ استراتيجيات التكيف والتخفيف.
المصدر: موقع مراسل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق