أصر الأطفال على شراء فئران الهامستر لتربيتها في المنزل، حيث إن العديد من الأقرباء يمتلكون منها، وبات تكرار رفض أُم البراء هذه الفكرة يُثير انزعاجهم ويُقلل من همتهم في التحصيل الدراسي؛ ما دفعها ذات مرة إلى نطق الموافـقة على مضض في حال حازوا درجات عليا في اختبارات نصف السنة، وبعد ظهور النتائج وُضعت الأُم تحت الأمر الواقع واضطرت إلى شراء الهامستر لأبنائها.
في كثير من الأحيان ترفض الأمهات طلب الأطفال باقتناء أحد الحيوانات الأليفة لتربيتها، لأسباب كثيرة يكون أبرزها الخوف على الأطفال من المرض والأذية الصحية التي قد تنتقل من هذه الحيوانات للانسان، أو قيامها بإثارة الفوضى في المنزل، والتسبب باتساخ مرافقه، الا أن العناية بالقطط والطيور والأسماك أمر محبب للأطفال.
تعود تربية الحيوانات بالكثير من الفوائد الصحية والنفسية على الأطفال بشكل خاص، حيث إنها تُنمي عندهم حب رعاية الآخرين والعطف بهم والشعور بمعاناتهم، حيث وجد أن الأطفال يعتنون بالحيوانات هم أكثر عطفاً وحناناً.
غالبا ما ينصح الأطباء بتربية الأطفال السلاحف؛ كونها لا تمتلك ريشاً أو وبراً ينقل العدوى، وكذلك الأسماك فهي سهلة التربية وليس لها احتكاك مباشر بالطفل؛ كونها تعيش داخل بيئة مائية، لكن الأطفال يحبون كثيراً تربية القطط والطيور، ويفضل البعض تربية الكلاب.
هل تسمح لطفلك بتربية الحيوانات الأليفة في المنزل؟
يرى محمد وهو أبُ لأطفال أن تربية الحيوانات في المنزل تؤثر في سلوك الأطفال بصورة كبيرة، مشيراً الى أنه من الملفت للانتباه مراقبة الطفل لحركة الأسماك داخل حوضها، واسيقاظها مبكراً على صوت العصافير واطعامها، مضيفا أنه لا يمانع أن يربي أطفاله الحيوانات الأليفة في المنزل، ما عدا الكلاب لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك لنجاستها، لما تركت في نفوسهم أثراً انسانياً جميلاً.
لكن سلوى ترفض تربية أطفالها أي نوع من الحيوانات رفضاً قاطعاً، فهي تخاف كثيراً من الحيوانات، وتعتبر دخولها للمنزل أمرا يثير الاشمئزاز، كما أنها تخشى على صحة أطفالها كثيراً.
توافقها في ذلك أُم هيثم قائلة: «لقد تركت هذه التجربة في قلبي جرحاً غائراً، حيث إنه وتحت اصرار بكرها هيثم، وافقت على احضاره قطة كان يدللها كثيراً، لكنها وبعد مدة قامت بغرس مخالبها في عينيه بينما كان يلاعبها؛ ما أدى إلى فقده إحدى عينيه، وعدم تمكنه من الرؤية بها حتى اليوم».
مخاطر صحية:
العدوى
قد يمرض الأطفال بمجرد تعاملهم مع الحيوانات الاليفة، مثل القطط التي تتسبب أحياناً بعدوى يصعب تشخصيها الا أنها تظهر على صورة تضخم في الغدد الليمفاوية وحرارة في الجسم.
كما ينقل الاحتكاك بالكلاب والقطط فصيلة من الديدان تتسبب بخراجات على جلد الانسان، وكذلك تتسبب بالالتهاب الرئوي والعمى والتشنجات، وأمراض أخرى قد يكون لها تأثير في المُخ.
أيضاً من السهل انتقال الطفيليات التي تصيب الحيوانات مثل البراغيث والقراد متسببة بحكة شديدة وحساسية وقد تنقل هذه الحيوانات بعض الأمراض الخطيرة، لذلك فإن نظافة الحيوان ضرورية جدا لتجنب هذه المشاكل.
التعرض للعض
كثيراً ما يتعرض الطفل للعض عند تعامله مع الحيوانات، وفي هذه الحالة فإن من الواجب أن يُنقل الطفل للمستشفى لأخذ حقنة ضد داء «الكلب» الذي ينتقل عن طريق عضة الحيوان، ولا يجب التساهل في ذلك، حيث إن هذا المرض يؤدي للوفاة وليس له أي علاج.
كما تتسبب العضات في أغلب الأحيان باحمرار وورم وألم حول الجرح، وتقيح وخراج وإحمرار الأنسجة الليمفاوية وحمى.
التحسس
تفرز بعض الحيوانات مواداً تُثير الحساسية عند الانسان، وهذه المواد تثير الحساسية لدى بعض الأطفال، لذا في هذه الحالة فإن تربية الحيوانات في المنزل تحتاج إلى الكثير من التفكير والحيطة.
وقفة
اثارت دراسة بريطانية أجريت مؤخراً دهشة الكثيرين بعد أن أكدت أن الأطفال الذين توجد في منازلهم حيوانات أليفة كالقطط والكلاب، يتمتعون بجهاز مناعة قوياً يحميهم من كثير من الأمراض، وذلك على عكس ما نعتقده جميعا من أن هذه الحيوانات ربما تشكل خطورة على صحة الطفل.
وأكدت نتائج الدراسة التي أجراها فريق من الباحثين البريطانيين أن هؤلاء الأطفال يتمتعون بجهاز مناعة قويا؛ بسبب تعرضهم في بداية حياتهم وتعاملهم مع الجراثيم والميكروبات الموجودة لدى القطط والكلاب في المنازل، خصوصا بعد تأكيد العلماء في المدة الأخيرة أن الإفراط في النظافة قد يسبب الأمراض، وأن كثرة الإصابة بالأمراض تقوي جهاز المناعة، خاصة إذا حدث ذلك في مرحلة الطفولة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق