11 فبراير 2013

وداعًا النحل.. لماذا؟


المبيدات الحشرية تسلب النحل حياته

"وداعا النحل" جملة يبدو أننا سنقولها قريبا إذا لم نضع حدا لعوار الممارسات الإنسانية التي تغير من توازن كل شيء في الكون .. بشكل عام يعتبر النحل من أكثر الحشرات نفعا للبشرية ليس فقط لإنتاج أشهر أنواع النحل كميات من العسل وإنما أيضا لدورها الكبير في تلقيح أزهار المحاصيل (النحلة الطنانة) ومن ثم الحصول على الثمار . 

ومؤخرا تزايدت أعداد الهالكين من النحل .. خاصة في أمريكا والصين بسبب طفيليات تمرض النحلة وتهلكها .. وفي دراسة ميدانية جديدة قام بها علماء الأحياء في جامعة لندن تبين أن المبيدات الحشرية الزراعية طرف ثان بالغ الخطورة له دور في القضاء على النحل. 

وذلك لأن وسيلة النحل في الحصول على الغذاء هي حبوب اللقاح والرحيق من المحاصيل والنباتات البرية .. فان المرشوش منها يعرض النحل لجموع المواد الكيميائية... وعلى الرغم من أن المعروف حول ما يحدث للنحل بمجرد العودة إلى المستعمرة قليل جدا إلا انه على الأرجح تكون المواد الغذائية التي تصل لليرقات محملة بالمبيدات. 

وقد أسفرت المبيدات التي تحتوي على المادة الكيميائية "إيميداكلوبريد" (imidacloprid) عن خروج نسبة أقل من النحل الشغالات كما ضلت نسبة كبيرة من فرق النحل الطوافين بحثا عن الطعام طريق العودة إلى المستعمرة .. أما في حالة التعرض لمبيدات تحوي المادة الكيميائية "جاما سيهالوثرين" (gamma-cyhalothrin) ارتفع معدل الوفيات بين النحل الشغالات. 

استمر البحث مدة أربعة أسابيع والنتيجة النهائية أن المستعمرات التي تتعرض لكلا النوعين من المبيدات معرضة للفشل في المحافظة على توازن نظامها الذي فطرت عليه وانهيار المستعمرة ثم الهلاك.. 

بدون النحل كثير من المحاصيل لن تكون قادرة على أن تطرح فواكهها أو سيتعين تلقيحها يدويا، ويعتبر النحل الطنان أيضًا ملقح هام ولكن مستعمراته أصغر بكثير من نحل العسل تتكون عادة من بضع إلى عشرات العمال، ولكن القلق الكبير يتوجه نحوه فهو نحل العسل نظرا لقيمته التجارية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق