14 فبراير 2013

عيد الحب لا يتعب من إثبات وجوده في السعودية

تختبر السعودية خلال ساعات ليل و نهار ١٤ فبراير/شباط نمو توافق اجتماعي ينشط من عدة سنوات بغية تخفيف التمييز الذي يواجه هذا اليوم دون بقية أيام السنة، منذ عقود بعد أن شاع في السعودية مسمى عيد الحُب.

فقد تعرّض عيد الحُب، وهداياه، وكذلك لونه الأحمر إلى واحدة من أبشع حملات الإبادة بقوة القانون خلال سنوات ماضية تلاحقت و أفرزت احتقانا جماعيا ضد المناهضين لتسونامي مشاعر حُب تجتاح الكرة الأرضية في ليلة منتصف فبراير.

كان جيش من الرجال المدججين بسلاح الغضب تجاه كل ما هو عادة غربية يطوف شوارع المدن، يدخلون محلات بيع الورود يدوسون الحمراء منها، ويصادرون - بشكل غير قانوني- مجسمات الهدايا، ويلاحقون كل من يلبس قميصا أحمر أو قبعة بذات اللون.

في هذه المناسبة كان لـ"العربية.نت" جولة صباحية على محلات بيع الورود في جدة، وكان واضحاً استسلامها، بل دخولها في هدنة يتمنى أصحاب المحال استمرارها لأكبر عدد من ساعات يومهم. أما الجواب الأوحد على الشفاه عند السؤال عن مصير كل تلك الورود أو الهدايا الحمراء في حال حصول أي مداهمة، فكان "الله يستر".

أجيال تخرق المحظور

لكن الأجيال السعودية الجديدة أو شريحة الشباب، حققت نجاحاً عبر تمسكها بعادة تبادل الورود في ١٤ فبراير، رغم الغموض الذي يلف مصير الورود المصادرة، إذ لا توجد لجنة إتلاف، كما يحدث مع المخدرات و البضائع المغشوشة.

من ناحيتها، وبعد أن وجدتها معركة خاسرة، توالت لاحقاً تصريحات من هيئات الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر تؤكد أن لا مساس بالورود الحمراء، لكن هذه التصريحات قد لا تكون فاعلة، أو محمية من غزوات تطوعية يقوم بها بعض طواقم الهيئة، غير منصاعين لأوامر قادتهم كما حدث مؤخراً مع مشروع توظيف النساء في محلات بيع التجزئة و كبريات السوبرماركات، ولا تزال الحرب الباردة متوقدة.

نساء تحتضن الورود

تحتضن العديد من النسوة في السعودية (مواطنات أو مقيمات) هذا المساء ملايين من باقات الورد المخضبة بأزهار حمراء.

كما يرفع أغلب المجتمع السعودي في هذا اليوم العقال والشماغ للشيخ أحمد قاسم الغامدي أحد أكثر الفاعلين في تخفيف موجات حرب عنصرية ضد "١٤ فبراير" وأحقية المجتمعات بممارسة ما لا يخل في أصل العقيدة، وهدايا عيد الحُب تندرج ضمنها بينما الدعاء بالرحمة للشيخ جابر الحكمي أول من قال لا مساس بالورود الحمراء إبان توليه منصب كبير في هيئة المعروف بمنطقة مكة المكرمة.

من ناحية ثانية، يرتكز المشهد الزراعي في مدينة تبوك (شمال السعودية) على زراعة الورود، و تحتل مركزاً عالمياً في عالم زرع الأزهار، لكن ما تعانيه منتجاتها في مثل هذا اليوم يكاد يكون أحد مفارقات الحياة اليومية في السعودية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق