1 يناير 2013

تطبيق «خرائط غوغل» الجديد لـ«آي فون».. مزايا مدهشة


الكل بات يدرك الان ان «ابل» اضاعت طريقها، مما دفع تيموثي كوك كبير مديري «ابل» الي القيام بالتفاته سريعه اعتذر علانيه خلالها، بحيث طرد المدير المسؤول عن ذلك، متعهدا اصلاح الامر. وبالنسبه الي شركه تفتخر بانها خاليه من الاخطاء كان هذا الامر تراجعا كبيرا.
وراجت الشائعات بان «غوغل» ستقوم بانتاج تطبيق لـ«آي فون» خاص بها، مستخدمه بياناتها القديمه التي مضي عليها سبع سنوات، لكن بحله جديده مهذبه مصقوله تشمل العالم برمته. وكان الامر صحيحا، فقد وصلت اليوم «خرائط غوغل» الخاصه بـ«اي فون»، وهي مجانيه وسريعه ورائعه.

وحاليا هناك جزان لتطبيق الخرائط الكبير. فهناك التطبيق ذاته وكيف يبدو، وكيف يعمل، وما هي مزاياه. وعلي هذا الصعيد اشتكي القليلون حول هذا التطبيق. فقد بدا جميلا، كما بدا نمط الملاحه به الخاص بسائقي السيارات، واضحا جليا، لا يشتت الفكر والتركيز.

* وهناك ايضا الجزء المهم، وهو البيانات الضمنيه الاساسيه، فقد قامت كل من «ابل» و«غوغل» بتاسيس قاعدة بيانات مذهله ومعقده للعالم وطرقاته.

وضمت الوصفه السحريه لكلتا الشركتين بيانات للخرائط من «توم توم»، وصورا من الاقمار الصناعيه من مصدر مختلف، وبيانات لحركه المرور في الزمن الحقيقي، مع قوائم للمطاعم والمحلات وهكذا. وفي نهاية المطاف تقول «ابل» انها جمعت معلوماتها من 24 مصدرا مختلفا علي الاقل.

ومثل هذه المصادر تتضمن دائما اخطاء، لكون العالم يتغير باستمرار. والاسوا من ذلك، فان المصادر هذه لا تتفق فيما بينها احيانا. فقد تستغرق الاخطاء سنوات لاصلاحها، وبالتالي جمع مصادرها سويه.

لذا فان الامر الاول الكبير حول خرائط «غوغل» الجديده هذه هي البيانات الضمنيه الاساسيه. فقد قضي مئات من موظفي «غوغل» سنوات في تحرير هذه الخرائط يدويا، وفي اصلاح الاف الاخطاء التي يصرح الناس عنها يوميا (في التطبيق الجديد تجري الافاده عن الاخطاء عن طريق رج الهاتف). ومنذ عام 2006 قامت مركبات «غوغلس ستريت فيو» لتصوير الشوارع والطرق بتغطيه 3000 مدينه، وتصوير خمسه ملايين ميل من الطرق، وتاكيد دقتها الجيوغرافيه.

ويمكن تحسس التهذيب والصقل الجديد للتطبيق والشعور به في اللحظه التي تدخل فيها العنوان الاول. فهو متفهم لابعد الحدود. فلدي طباعتي العنوان، قامت «خرائط غوغل» (غوغل مابس Google Maps) باسقاط دبوس في المكان الذي اقطن فيه، علي عكس ما كان يحدث سابقا مع تطبيق «خرائط ابل» (ابلس مابس) الذي كان يتصرف احيانا من دون وعي.

وجاءت بعد ذلك عمليه الملاحه. فقد افاد الكثيرون من مالكي «اي فون» ان لا مشكله لهم مع تعليمات وارشادات القياده في «ابل». وكان هذا شيئا جيدا، لكنني وجهت الي الاتجاه الخاطئ مرات عده. والمشكله هنا انك لا تدرك ذلك سلفا. كما وان توجيهات «غوغل» لم تكن جيده هي الاخري في الايام الاولي من التطبيق. وهي لا تزال احيانا ينقصها الكمال. لكن بعد سنوات من الصقل والتهذيب والتصليح، باتت صحيحه في غالبيه الحالات.

والمميزات الضروريه متوفره كلها هنا، مثل توجيهات القياده الناطقه، واوضاع حركه السير بالرموز الملونه في الزمن الحقيقي، والخرائط باسهم توجيه. لكن التطبيق الجديد يقدم ايضا بعض الميزات القويه والمفيده ايضا التي تنقص تطبيقات «ابل».

* ويتيح لك مشهد او منظر الشارع ان تري صوره المكان، وحتي السير فيه نزولا وصعودا باي اتجاه. وهذا مفيد جدا في الكشف عن الجوار، قبل الشروع بالسير، مستكشفا ايضا مواقف السيارات، او تشغيل «انت هناك» you are there لدي الاطلاع علي مقاله اخباريه. والي جانب توجيهات القياده، تشدد «خرائط غوغل» علي توجيهات السير علي الاقدام، وخيارات النقل العام.

وهذه الميزه معده بشكل جيد جدا. اذ تقوم «غوغل مابس» بعرض جدول زمني خطوه خطوه لمغامرتك مع النقل العام، مبينه وقت تحرك كل وسيله من وسائل النقل وتوقيتها مع المحطات التي ستمر بها وهكذا. ويرافق كل ذلك هو ان تطبيق «خرائط غوغل» هو من افضل التطبيقات اطلاقا.

كما ان من الامور الممتازه في التطبيق هذا المناطق السياحيه المثيره للاهتمام. ومثال علي ذلك، اذا رغبت في العثور علي مطعم يمكنك قراءه التوصيات بهذا الشان، وتعليقات الزبائن عليه، والاطلاع علي قائمه الطعام، وحتي حجز مائده للعشاء، كل ذلك علي شاشه المعلومات. وحتي هناك 100 مطعم يمكن رؤيه صور داخليه لها. وعن طريق النقر علي زر واحد يمكن الشروع برحله الملاحه اليه. ويتيح نمط البوصله امساك الهاتف امامك، وانت تسير يسارا ويمينا، صعودا ونزولا، بحيث تتغير المشاهد المعروضه عليك وفقا لذلك، مما ييسر النظر حولك.

وتمكنت «غوغل» حتي من ادخال «غوغل ايرث» بنموذجها الفوتوغرافي التكبيري والتقريبي للعالم كله ومحيطاته وقاراته. فقد ترغب مثلا معرفه موقع عماره ما في دبي بالنسبه الي مدينه او عاصمه مثل بيروت وهكذا.

نعم هناك الكثير من المميزات والخاصيات التي استطاعت «غوغل» حشرها، من دون جعل التطبيق يغرق في التفاصيل. وتبين لاحقا ان هذا الامر كان الافضل علي صعيد اعاده التصميم الجديد كليا في اطار من النحافه والصغر والتماسك. اذ تقر «غوغل» ان هذا الانجاز كان افضل من «خرائط غوغل» الخاص بهواتف «اندرويد».

ومبدا البرنامج الجديد هذا يعمل عن طريق مسح الاصبع افقيا. فاذا رغبت في التخطيط الي رحله تقوم الخرائط بعرض الطرق الممكنه علي الخريطه، مع بيرق في الاسفل يقوم باختصار حركه السير الحاليه، والوقت اللازم لبلوغ الوجهه المطلوبه. قم بمسح البيرق هذا لرؤيه الطريق المقترح التالي.

فاذا بحثت عن مطاعم ايطاليه مثلا يقوم البيرق بعرض اسعاره وتقييمات زبائنه، ومسحه الاصبع التاليه ترينا تفاصيل المطعم التالي، وهكذا. كذلك لدي القيام بالملاحه، تظهر التعليمات والارشادات علي شاكله بيرق اخضر. قم بمسحه بالاصبع للاطلاع علي التعليمات التاليه.

والخرائط تلف صعودا ونزولا بسرعه وسلاسه، وبمشهد ثلاثي الابعاد، مما تجعلك تشعر انك تنظر الي العالم من الطائره، كما ان اسماء الاماكن وحجم الاحرف المكتوبه بها تسهم ايضا بزياده الشعور بالمنظور، فهي تتحول الي الصغر كلما ابتعدت عن ناظريك.

* لكن مع كل ذلك هناك بعض الملاحظات، واولها التكامل مع «سيري». فاذا امرت «اي فون» بالقول: «وجهني الي المطار» يقوم تطبيق «خرائط ابل» اوتوماتيكيا بالانفتاح اوتوماتيكيا علي شكل مخطط خرائطي. لكن في «خرائط غوغل» ينطوي الامر هذا علي اكثر من خطوه. فرغم كل التصميم المتفوق لنسخه «اي فون» من «خرائط غوغل» ومرونتها، الا انها تنقصها جميع مميزات نسخه «اندرويد». ومع ذلك لا تتيح لك تنزيل الخرائط وحفظها لاستخدامها، عندما لا يتوفر لك تواصل مع الانترنت. كما تنقصها الخرائط الداخلية للمتاجر الكبري والمطارات علي سبيل المثال. واخيرا فانه علي الرغم من ان «خرائط غوغل» تعمل جيدا علي «اي باد»، فانها مجرد نسخه مكبره منفوشه عن نسخه «اي فون»، فلا يوجد حتي الان تطبيق مخصص لـ«اي باد». 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق